مرت الأعوام ولا زال هناك من يذكر الشهيد محمد سميح عصفور، ويعيد إلى الدنيا ذكره وذكراه كلما مر حولٌ على غيابه، فليست عائلته فقط من تحن إليه، بل قلوبٌ رافقته رحلة الإيمان فوجدت الشهادة بوصلته حتى أتته مباشرةً دون عناء، إنها قلوب إخوته في الكتلة الإسلامية بجامعة القدس أبو ديس.
في مثل هذا اليوم كان محمد سميح عصفور الطالب في جامعة القدس أبو ديس، بكلية الأداب والناشط في الكتلة الإسلامية بالجامعة، ليكون بعمر الثلاثين عامًا، لكنه مضى خلف دربٍ اختاره حين خرج لنصرة الأسرى الذين كان واحدًا منهم إثر انتفاضة الأسرى عام 2013.
كان محمد في طليعة مواجهات بلدته الثائرة عابود، حين أطلق عليه المحتل الرصاص الحي فأصابه في رأسه، ليدخل في غيبوبةٍ تامة لأكثر من أسبوعين، نتيجةً لتهتك جزءٍ من دماغه وكسر جمجمته، حتى مضى إلى خالقه شهيدًا قبل عشر أيامٍ من التخرج، ليكون عريس الانتفاضة الأول.
الكتلة الإسلامية زفت الطالب الناشط في صفوفها محمد سميح عصفور، الذي لطالما عُرف بحسن الخلق والمبادرة والسعي للبذل فداءً للدعوة، ودعت أنصارها للمشاركة في تشييع جثمانه، لتودع جثمانه الطاهر في مقبرة عابود، التي أحبها ومات على ثراها.
رحل محمد، ابن الـ 22 عامًا، الأسير المحرر والمعتقل السياسي السابق، الناشط في صفوف الكتلة الإسلامية، فارس معركة الأسرى، والوحدوي الذي بكته كل فلسطين وزفته كل الكتل الطلابية، وحزن على غيابه الإخوة والرفاق، رحل وبقي الأسرى في معاركهم معركةً تلو الأخرى، ولا فارس معهم.